في البورصات لا تقاس القيمة بما تحقق فعليا بل بما يتوقع المستثمرون أن يتحقق غدا.
قد تصعد الأسهم رغم الأخبار السيئة وتهبط رغم النتائج الجيدة لأن ما يحركها ليس الأرقام المجردة بل المزاج الجمعي للمستثمرين وخيالهم حول المستقبل.
فكم من سهم ارتفع رغم تراجع الأرباح لأن السوق آمن بأن القادم أفضل وكم من شركة أعلنت نتائج رائعة لكن سهمها خسر.
تلك هي المفارقة وتعيد طرح السؤال من يقود السوق ؟ هل ما تحققه الشركات فعليًا أم ما يتوقعه المستثمرون تجاه ما يمكن أن تحققه مستقبلًا؟
في أسواق المال المليئة بالتكهنات تبقى الأرباح الحقيقية هي لغة الصمت التي تُعيد التوازن حين يختلط التوقع بالحقيقة.
فعندما تصدر الشركات نتائجها تتراجع الضوضاء الرقمية أمام الأرقام الفعلية التي تُعيد تقييم كل الافتراضات السابقة
وحين تأتي النتائج دون التوقعات يكون الأثر فوريًا وقوي لأن لم يكن التوقع كافيًا لحماية السهم لأن الأرقام والنتائج جاءت أضعف من أي شئ بمعنى حين تصدر الأرباح تصمت الشائعات
أما التوقعات
ما يحرّك الأسواق ليس ما حدثبل ما سيحدث لاحقا لأن بيانات التوقعات التي تقدمها الشركات غالبًا ما تكون أكثر تأثيرًا من التقارير المالية نفسها لأنها توجه خيال المستثمرين نحو المستقبل
وهذا النمط السلوكي يفسر ضعف الترابط أحيانًا بين الأداء الفعلي للشركات واتجاهات السوق ويعرف بمفارقة التوقعات المسبقة حيث يسبق السوق الأحداث ويسعرها قبل أن تتحقق فعليا
الخلاصة ليست السياسة النقدية أو الأرباح وحدها من تحرك الأسواق بل يجب التفاعل بين الاثنين