يدخل كثير من المتداولين إلى سوق الأسهم بناء على نصيحة أو تقييم مستشار مالي أو حتى بناء على تقديراتهم الذاتية بأن سهما أو أكثر يشكل فرصة استثمارية واعدة ليقرر المستثمر ضخ أمواله في هذه الشركة.
ويهمل الكثيرون إعداد استراتيجية الخروج من السوق على الرغم من أنها الركن الأساسي الذي يضمن تحويل الأرباح المحتملة إلى أرباح فعلية وتجنب الخسائر الكبيرة وهي لا تقل أهمية عن خطة الدخول وتختلف باختلاف أسلوب التداول بين الاستثمار طويل وقصير المدي.
الذي برز في مجال تحديد نقاط الخروج بشكل مرن هو مارك مينيرفيني (Mark Minervini) حيث حقق عوائد استثنائية في مسابقات التداول الرسمية بفضل أسلوبه المنضبط في الخروج من الصفقات.
لا تقتصر استراتيجية "مارك مينيرفيني" على البحث عن نقاط الدخول الواعدة بل يولي أهمية قصوى لآليات الخروج التي تحمي استثماراته إذ يعتمد مينيرفيني على مبدأين أساسيين: وقف الخسارة والوقف المتحرك.
ويحدد مينيرفيني وقف خسارة صارمًا يتراوح عادة بين 7% و8% من سعر الشراء وهذا الإجراء ليس قاعدة أساسية بل هو خط دفاع أولي يهدف إلى حماية رأس المال في حال لم يتحقق الارتفاع المتوقع للسهم.
وعندما تبدأ الصفقة في تحقيق الأرباح ينتقل مينيرفيني إلى استخدام ما يعرف بالوقف المتحرك للصفقة فهذه الأداة تسمح له بحماية الأرباح المتراكمة دون الخروج المبكر من الصفقة ويقصد بالوقف المتحرك أن تتحرك نقطة البيع صعودًا مع ارتفاع سعر السهم بما يضمن أن يحافظ على جزء كبير من الأرباح في حال انعكس اتجاه السهم بشكل مفاجئ.
وتؤكد نصائح مينيرفيني على أهمية الانضباط في التداول، ومنها لا تحاول شراء القاع بل انتظر تأكيد الاتجاه الصاعد، وكذلك لا تحتفظ بسهم خاسر بعد نسبة محددة بل التزم بوقف الخسارة المبدئي إلى جانب التركيز على عدد محدود من الأسهم القيادية ذات الجودة العالية هي التي مكنت مينيرفيني من تحقيق عوائد تجاوزت 334% في مسابقة تداول عام 2021.