أولا نريد أن نطرح سؤالا ما تأثير تراجع الذهب والعملات وتوقعات خفض الفائدة الأمريكي في ديسمبر القادم على سوق الاسهم السعودي (تاسي) ؟
الأسواق الخليجية بما فيها السعودية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمسار السياسة النقدية الأمريكية لأن عملاتها غالباً ما تكون مرتبطة بالدولار الأمريكي وبالتالي قرارات Federal Reserve (المركزي الأمريكي) تؤثر بقوة على البيئة الاستثمارية في المنطقة.
ومن جهة أخرى تراجع أسعار الذهب أو تحركها بشكل كبير يعكس تحولات في معادلة مخاطرة المستثمرين وكذلك تغيّرات في تدفقات السيولة نحو الأصول أو منها ونطرح مثالا علي الذهب :
الذهب يُعدّ ملاذاً آمناً عندما تشكّل المخاطر الاقتصادية أو عندما تكون الفائدة حقيقية منخفضة.
1- خفض الفائدة الأمريكية المرتقب
إذا قرر الاحتياطي خفض الفائدة في ديسمبر فسيكون ذلك إشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ أو أن التضخّم تحت السيطرة مما قد يجعل الأصول “المحفوفة بالمخاطر” أكثر جاذبية من السابق وهذا قد يدفع المستثمرين نحو الأسهم بما في ذلك سوقنا السعودي.
2- تراجع أسعار الذهب/العملات
إذا بدأ الذهب يتراجع فقد يُفسَّر ذلك بأن المخاطر العالمية هدأت أو أن المتاجرين يسحبون سيولة من الملاذات الآمنة وينقلونها إلى الأصول ذات المخاطر الأعلى بما فيها الأسهم.
لكن من جهة أخرى انخفاض الذهب قد يشير أيضاً إلى ارتفاع توقعات الفائدة أو ارتفاع الدولار ما قد يشكل ضغطاً على أسواق الأسهم والفائدة المرتفعة تخنق النمو وتضعف تقييمات الأسهم.
العملات (خصوصاً الدولار مقابل العملات الأخرى) أيضًا مهمة: رفع قيمة الدولار قد يضر بأسواق صادرية مثل السعودية عبر تأثير تكاليف التصدير أو أرباح الشركات بالريال.
وهنا سوف نطرح سؤال اخر:
هل يوجد سيناريوهات محتملة لسوق الأسهم السعودية؟
سوف نطرح سيناريو ايجابي ومحايد أو سلبي
سيناريو إيجابي: إذا خفّض الفيدرالي الفائدة وانخفض الذهب كعلامة على توجُّه للسوق نحو المخاطرة فقد نشهد تدفُّقاً أكبر نحو أسهم السعودية خاصة الأسهم المرتبطة بقطاعات البنوك والعقارات.
سيناريو محايد أو سلبي: إذا تراجع الذهب والملاذات لكن هذا التراجع جاء نتيجة توقعات برفع الفائدة أو ضعف النمو العالمي فذلك قد يضع ضغوطاً على السوق السعودي من حيث النمو الاقتصادي أو أرباح الشركات مما قد يقود إلى تراجع أو تثبيط للمستثمرين وفي الواقع سابقاً عند تراجع توقعات خفض الفائدة هبطت أسواق الخليج بما فيها السعودية إلى مستويات منخفضة.
الخلاصة
باختصار السيناريو الذي يبدو أكثر ترجيحاً حالياً هو انخفاض محتمل للفائدة في شهر ديسمبر وهذا قد يُمثّل فرصة لسوق الأسهم السعودية لرفع الأداء ولكن الأمر ليس تلقائياً بل يعتمد علي مؤشّرات أخرى مثل أسعار النفط المهمة للاقتصاد السعودي، نتائج الشركات والسيولة.
أما إذا تراجع الذهب والعملات فقد يكون له جانب مزدوج : إذا كان تراجعاً بسبب تحوّل المخاطر إلى أسهم فهو إيجابي أما إذا كان ناتجاً عن توقعات زيادة الفائدة أو ضعف النمو فهو سلبي.